بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إن للمعاصي آثارا قبيحة مذمومة مضرة بالقلب في الدنيا والآخرة ، فضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان .فهي سبب كل شر وبلاء
في الدنيا والآخرة..وتضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة ..وتزيل النعم ونحل النقم ، وتصغر النفس وتدنسها وتجعل العاصي دائما في
أمر شيطانه وسجن شهواته وهواه ..
وليس للعبد ملجأ من ذنوبه ومعاصيه إلا بالرجوع الى الله..وطرق أبواب التوبة والندم والإنكسار ودوام التضرع والدعاء والتقرب إلى الله بما أمكن من الحسنات ، ما تكون نلك السيئة سبب رحمنه تعالى ، حنى يقول عدو الله : ( يا ليتني تركته ولم أوقعه )
وقد جاء رجل إلى ابراهيم بن أدهم وقال له : إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون زاجرا لها .
فقال له ابراهيم : إن قدرت على خمس خصال لن تكون من العصاة ..
فقال الرجل : هات ما عندك يا ابراهيم..؛
فقال : الأولى : إذا أردت أن تعصي الله فلا تأ كل شيئا من رزقه ..
فتعجب الرجل ثم قال متسائلا : كيف تقول ذلك يا ابراهيم ، والأرزاق كلها من عند الله ؟
فقال : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تأكل من رزقه وتعصيه..؟؛
قال : لا يا ابراهيم ، هت الثانية..
فقال ابراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن بلاده ...
فتعجب الرجل أكثر من تعجبه السابق ثم قال : كيف تقول ذلك يا ابراهيم ..؟ والبلاد كلها ملك الله ..
فقال له : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تسكن بلاده وتعصيه..؟؛
قال : لا يا ابراهيم .. هات الثالثة ..
فقال ابراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فانظر مكانا لا يراك فيه الله ..فاعصه فيه...
قال الرجل : كيف تقول ذلك ؟ وهو أعلم بالسرائر .. ويسمع دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ..
فقال ابراهيم : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تعصيه ؟؛
قال : لا يا ابراهيم ..هات الرابعة ..
فقال ابراهيم : إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له : أخرني إلى أجل معدود ..
فقال الرجل : كيف تقول ذلك والله تعالى يقول : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون..)
فقال له : إذا كنت تعلم ذلك فكيف ترجو النجاة ؟؛
قال : نعم..هات الخامسة يا ابراهيم..
فقال : إذا جاءك الزبانية وهم ملائكة جهنم ليأخذوك الى جهنم فلا تذهب معهم ...
فما كاد الرجل يستمع الى هذه الخامسة حتى قال باكيا :كفى يا ابراهيم ، أنا أستغفر الله وأتوب إليه...
ولزم العبادة حتى فارق الحياة...