بأى ذنب تختفى الازهار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بأي ذنب تختفي الأزهار !

[size=12]بأي ذنب تختفي الأزهار[/size] !

مر زمن و الناس من حولي لا يكفون عن التمني , كلما مروا بحقل باهت , أو بستان شاحب

كما سيكون هذا الحقل أنضر لو كانت الأزهار تحيط به , وكما سيكون هذا البستان

أجمل لو كانت الأزهار تملئه , لكنهم وبرغم عشقهم الأزهار , ابقوا رغباتهم في رؤية

جمالها حبيسة في أنفسهم ,فقد كانوا مذعنين بشكل تام,لأسطورة تقول , أن الأرض,في ذات ربيع ,

اغتاظت من افتتان الناس بالأزهار وتغنيهم ببهاء ألونها و تميل سيقانها, , فقررت أن تبتلعها وتؤد

جمالها ّ! فتمددت حتى تشققت قشرتها , وغارت الأزهار إلي باطنها العميق , !

ومنذ ذلك الحين ولا احد منهم يتجاسر ليسأل بأي ذنب تختفي الأزهار ! وكانوا كلما اشتد

تبرمهم و نزقهم من رؤية وجه الأرض الكالح الكئيب , روحوا عن أنفسهم بتمتمات التمني , !

حتى لا يثيروا حنق الأرض , وتشتط غضباّ , فتبتلعهم أيضا !

وحدي أنا من قررت , أن أجابه الأرض , وانهي فصول الجدب ,وأفتش عن الأزهار , انتزعت فأساّ

ذهبي, معلقا علي جدران غرفة منسية في قبوا , منزل متهالك ,كانت تمتلكه جدتي , قالوا لي أنها صنعته

بنفسها بعدما صهرت كل ما تملكه من حلي , حتى لا يقتله الصدى , مهما بقي معلقاّ , !

كانت متيقنة, أنها لن تتمكن في ذلك الزمن , من استعماله ,لكنها كانت متيقنة أكثر

أن احدي حفيداتها , ستقوي علي استعماله, وبالفعل, هويت به علي سطح الأرض وكلما هويت به أكثر

,وتبدلي رأس حجراّ جديد ,كلما زادت رغبتي في التكسير و التهشيم أكثر ,

,لم أكن أتخيل أني اختزن كل تلك القوة في اذرعي النحيلة , تفجاءت بقوتي , ووقفت عاجزة

عن تفسير سر تلك الطاقة التي بدأت تُضخ في جسدي !تحثني علي المزيد, تحثني علي أن اهوي بفأسي ,

أعمق وأعمق, ,وفعلا كنت علي وشك الوصول,وملامسة الأزهار , لولا أن فجرت الأرض من تحتي

ينبوع ماء , اخترق من قوته كفوفي ,و اجتذب أقدامي , وفي لحظات كانت قد صرت في أعماقها

بجانب الأزهار ,وطينها يعتليني , لكن مع كل ذلك لم تستطع أن تدفن فأسي ,معي بقي عاليا , يلمع

علي سطحها رغما عنها !

[/size]