|
| بين يدي رمضان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابوابو بكر وعمر
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: بين يدي رمضان الأربعاء أغسطس 20, 2008 3:40 pm | |
| الحمد لله الذي أعظمعلى عباده المنة , بما دفع عنهم من كيد الشيطان , ورَدَّ أملَه , وخيَّب ظنه , إذجعل الصوم حصناً لأوليائه وجُنَّة , وفتح لهم به أبوابالجنة , وعرَّفهم أن وسيلة الشيطانإلى قلوبهم: الأهواءُ المستكنَّة , وأن بقمعها تصبح النفس مطمئنة , ظاهرةَ الشوكةفي قصْمِ خَصْمِها قوية المُنَّة. وصلى الله على عبده ورسوله محمد قائد الغُرِّالمُحجَّلين ومُمَهِّد السُّنَّة , وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . أمابعد:فإن حكمة الله جل وعلا اقتضت أن يجعل هذه الدنيامزرعةً للآخرة , وميداناً للتنافس , وكان من فضله عز وجل على عباده وكرمه أن يجزيعلى القليلكثيراً , ويضاعفَ الحساب , ويجعلَ لعباده مواسم تعظمفيها هذه المضاعفة , فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات , وتقرَّبفيها إلى مولاهبما أمكنه من وظائف الطاعات , عسى أن تصيبه نفحة منتلك النفحات , فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات , قالالحسنرحمه الله في قول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَوَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَشُكُورًا} (62) سورة الفرقان , قال: " من عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب , ومن عجزبالنهار كان له من الليل مستعتب " . ومن أعظم هذه المواسم المباركةوأجلِّها شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن المجيد , ولذا كان حريًا بالمؤمن أن يحسنالاستعداد لهذا القادم الكريم , ويتفقهفي شروط ومستحبات وآداب العباداتالمرتبطة بهذا الموسم الحافل لئلا يفوته الخير العظيم , ولا ينشغل بمفضول عن فاضل , ولا بفاضل عما هو أفضل منه. أخيالمسلم:استحضر في قلبك الآن أحب الناس إليك , وقد غاب عنك أحدعشر شهراً , وهب أنك بُشِّرتَ بقدومه وعودته خلال أيام قلائل... كيف تكون فرحتكبقدومه , واستبشارك بقربه , وبشاشتك للقائه ؟إن أول الآداب الشرعية بين يديرمضان أن تتأهب لقدومه قبل الاستهلاك , وأن تكون النفس بقدومه مستبشرة ولإزالة الشكفي رؤية الهلال منتظرة , وأن تستشرف لنظره استشرافها لقدوم حبيب غائب من سفره , إذ أن التأهب لشهر رمضان والاستعداد لقدومه من تعظيم شعائر الله تبارك وتعالىالقائل: {ذَلِكَوَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَىالْقُلُوبِ} (32) سورة الحـج. يفرح المؤمنون بقدوم شهر رمضان ويسبشرون , ويحمدونالله أن بلَّغهم إياه , ويعقدون العزم على تعميره بالطاعات , وزيادة الحسنات , وهجرالسيئات , وأولئك يبشَّرون بقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِاللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّايَجْمَعُونَ} (5 سورة يونس , وذلك لأنمحبة الأعمال الصالحة والاستبشار بها فرع عن محبة اللهعز وجل , قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُأَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَآمَنُواْفَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (124) سورة التوبة , فترى المؤمنينمتلهفين مشتاقين إلى رمضان ، تحن قلوبهم إلى صوم نهاره ، ومكابدة ليله بالقياموالتهجد بين يدي مولاهم ، وتراهم يمهدون لاستقبال رمضان بصيام التطوع خاصة في شعبان . باعقوم من السلف جارية لهم لأحد الناس ، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأبألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان – كما يصنعكثيرمن الناس اليوم – فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت: " لمـاذا تصنعون ذلك؟ " ، قالوا: " لاستقبال شهر رمضان " ، فقالت: " وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئت منعند قوم السَّنَةُ عندهم كأنها كلَّها رمضان ، لا حاجة لي فيكم ، رُدُّوني إليهم " ، ورجعت إلى سيدها الأول . سمع المؤمنون قول رسول اللهr: " كل عمل ابن آدم يضاعف : الحسنة بعشر أمثالها ، إلىسبع مائة ضعف ، قال تعالى : إلا الصوم , فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامهمن أجلي " [ الحديث رواه مسـلم ] ، فعلموا أن الامتناع عن الشهوات لله عز وجل فيهذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة , كماأشار إلى ذلك مفهوم قول رسول اللهr: " من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها , حُرِمَها في الآخرة " [ متفق عليه ] , وقولهr: " من لبس الحرير في الدنيا لميلبسه في الآخرة " [ متفق عليه ] ، وقولهr: " من ترك اللباس تواضعاً لله , وهو يقدر عليه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق , حتى يخيره من أي حللالإيمان شـاء يلبسها " [ رواه الترمذي وحسنه , والحاكم وصححه , ووافقه الذهبي ] . وعنابن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللهrبعث أبو موسى على سرية في البحر , فبينما هم كذلك ، قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة ، إذا هاتففوقهميهتف : (( يا أهل السفينة ! قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه )) فقال أبو موسى : (( أخبرنا إن كنت مخبراً )) ، قال: (( إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطشنفسه له في يوم صائف ، سقاه الله يوم العطش )) [ رواه البزار ، وحسنه المنذري ] ،وفي رواية عن أبي موسى رضي اللهعنه قال: " إن الله قضى على نفسه أن من عطَّش نفسه للهفي يوم حار ، كان حقًا على الله أن يَرْوَيه يوم القيامة " ، قال: (( فكان أبو موسىيتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه )) [ رواه ابنأبي الدنيا ]. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبيrقال: " إن في الجنة باباً يقال له: الريان ، يدخل منهالصائـمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ،فإذا دخلوا أُغٌلِق ، فلم يدخل منهأحد ، فإذا دخل آخرهم أغلق ، ومن دخل شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً " . وعنجابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول اللهr: " أتاني جبريل ، فقال: يا محمد ،من أدرك أحد والديه , فمات فدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين ، فقلت: آمين ،قال: يا محمد , من أدرك شهر رمضان , فمات فلم يُغفر له، فأُدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين ، فقلت: آمين , قال: ومن ذُكِرتَ عنده فلم يصل عليك , فمات ، فدخل النار، فأبعده الله , قل: آمين , فقلت: آمين " [ رواه الطبراني في " الكبير" , وصححهالألباني ]. فهل تعجب أخي المؤمن أن جبريل ملك الوحي يقول في هذاالحديث , وفيما رواه مسلم " من أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له باعده الله في النار " ثم يؤمِّنخليل الرحمن الصادقrعلى دعائه ؟! , وأي عجب ورمضان فرصة نادرة ثمينة فيهاالرحمة والمغفرة , ودواعيها متيسرة , والأعوان عليها كثيرون , وعواملالفساد محدودة , ومردة الشياطين مصفَّدون , ولله عتقاء في كل ليلة , وأبواب الجنةمفتحة ، وأبواب النيران مغلقة , فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذن ؟ ،ولا يهلك على الله إلا هالك , ومن لم يكن أهلاً للمغفرة في هذا الموسم ففي أي وقتيتأهل لها ، ومن خاض البحر اللجاج ولم يَطَّهَّرْ فماذا يطهره ؟! .
اللهم بلغنا رمضان | |
| | | ابوابو بكر وعمر
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: رد: بين يدي رمضان الأربعاء أغسطس 20, 2008 3:45 pm | |
| وعن أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر مرفوعاً: " أظلَّكم " أي أشرف عليكم , وقرب منكم – " شهركم هذا بمحلوف رسول الله r , ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه , ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه , إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله , ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته –
من الأجر العظيم والغفران العميم .
([1]) قوله r : " وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم " , يعني أن المنافقين يستعدون في شهر رمضان للإيذاء بالمسلمين في دنياهم وتتبع عوراتهم أثناء غفلتهم عن الدنيا وانقطاعهم إلى الله عز وجل ، فكأن ذلك غنيمة اغتنموها في نظرهم , ولكنها في الحقيقة شر لهم لو كانوا يعلمون ما أعده الله لهم في الآخرة من العذاب المقيم وحرمانهم من فضله العميم , نعوذ بالله من ذلك , وما أدق هذا الوصف في حق أهل الفن والإعلام الذين يغتنمون موسم الطاعة لصد الناس عن سبيل ربهم , وفتنتهم عن طاعة الله عز وجل .
([1]) قوله r : " هو غنم للمـؤمن " أي هو فوز للمؤمنين بالأجر والثواب الجزيل من غير مشقة كبيرة , وذلك لما ينزله الله سبحانه على عباده من الرحمات , ويفيضه عليهم من النفحات , ويوسع عليهم من الأرزاق والخيرات , ويجنبهم فيه من الزلات , حيث يفتح لهم أبواب الجنان , ويغلق عنهم أبواب النيران , ويصفد فيه مردة الجان فهو للأمة ربيعها , وللعبادات موسمها , وللخيرات سوقها , فلا شهر أفضل للمؤمن منه , ولا عمل يفضل عما فيه , فهو بحق غنيمة المؤمنين .
([1]) قوله r : " يغتنمه الفاجر " وفي رواية البيهيقي " ونقمة للفاجر " والمعنى أن الله عز وجل ينتقم منه , ويذيقه العذاب الأليم بسوء فعله , وإيذائه المؤمنين , وتتبع عوراتهم , فيكون نقمة له , وأما المسلم فرمضان غنيمة له اكتسبه من صيام أيامه وقيام لياليه , والانقطاع إلى عز وجل بالعبادة فيه , وانظر : ( الفتح الرباني )[9 /230-232 ] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر مرفوعاً: " أظلَّكم " أي أشرف عليكم , وقرب منكم – " شهركم هذا بمحلوف رسول الله r , ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه , ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه , إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله , ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته – ( وشقاؤه من قبل أن يدخله ) لأنه يعلم ما كان وما يكون ( وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة , ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم , فهو غنم للمؤمن , يغتنمه المنافق ) [ رواه الإمام أحمد والبيهقي والطبراني في الأوسط , وابن خزيمة في صحيحه , وسكت عنه المنذري , وأورده الهيثمي , وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط , عن تميم مولى ابن رمانة و ولم أجد من ترجمه ]اهـ .
[/size] | |
| | | LOST
عدد الرسائل : 502 تاريخ التسجيل : 05/04/2008
| موضوع: رد: بين يدي رمضان الخميس أغسطس 21, 2008 7:30 am | |
| مـــــــــا شاء الله ربنا يبارك لك
جزاك ربي خيرا
السلام عليكم
| |
| | | | بين يدي رمضان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |