لؤلؤة الجنه
عدد الرسائل : 729 العمر : 32 الاقامة : كوكب الارض تاريخ التسجيل : 16/04/2008
| موضوع: انتبه! وقتك يُسرَق عبر ثقوب الإبر و ليس الباب المفتوح السبت فبراير 14, 2009 10:51 pm | |
| انتبه! وقتك يُسرَق عبر ثقوب الإبر و ليس الباب المفتوح...نقلا عن مجلة عالم الإبداع التقنيات الحديثة تحرّك نصف دماغنا المتخصّص بالمهمّات الفورية المشتِّتة التسويف أو المماطلة المزمنة ليست عادة مزعجة و حسب، إنها بلاء يدمر حياة الملايين، و يحذّر الاختصاصيون النفسانيون بأنّ هذا البلاء كثيراً ما يستدعي معالجة المصابين. بيّن بحث للبروفيسور بيرز ستيل من جامعة كالغاري أن معدل الإصابة بالمماطلة المزمنة قد ارتفع خلال العقود الأخيرة ارتفاعاً كبيراً، و ذلك مع انتشار التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا. و أشارت دراسة حديثة إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص يعاني إصابةً حادة بهذا البلاء إلى درجة تهدّد عمله و علاقاته و صحّته، و يلقي كثير من الباحثين اللائمة على الحواسيب و الهواتف المحمولة و البريد الإلكتروني لأنها تضع أمام الناس الكثير من المشتّتات. و هكذا تُتّهم النقرات الناعمة المنبّهة إلى وصول البريد الإلكتروني بأنها المسؤولة عن 0.5% من انخفاض الناتج الوطني الإجمالي في الولايات المتحدة إذ تكلّف الاقتصاد الأمريكي نحو سبعين مليار دولار كلّ سنة. و يقول البروفيسور جوزيف فيراري، من شيكاغو "الأمر ليس بسيطاً، إن آثاره الاقتصادية و الاجتماعية هائلة. و لا بدّ للمصابين من معالجة، إنهم يحتاجون إلى تغيير طريقة تصرفهم و تفكيرهم. لقد أصبحت المماطلة المزمنة حالةً شديدة الخطورة يجب استقصاؤها من قبل الباحثين الميدانيين". و للمماطلة المزمنة آثار تابعة لا تقل خطورة عن نتائجها المباشرة. إنها تؤهّب للاكتئاب، و تزعزع الاعتداد بالنفس، و تسبّب الأرق. و تؤدي إلى تدهور الصحة بطرق غير مباشرة من خلال تأخير أو منع زيارات الأطباء دورياً أو حيثما تدعو الحاجة على ذلك، أو من خلال التأخر و التقصير في ممارسة الرياضة. و المبتلون بالتسويف هم أكثر تعرّضاً للحوادث المنزلية المرتبطة بأجهزةٍ أهملت صيانتها. - عوامل التشتيت رياح متقلّبة... أنت من يجب عليه إبعاد الأشرعة عنها: جدير بالذكر أن البروفيسور فيراري لا يقصر ملامة تضييع الوقت على التكنولوجيا الحديثة، فالبشر كانوا يضيعون أوقاتهم من قبلها، ويقول: "إن كثيراً من الناس –و خصوصاً الأكثر اضطراراً إلى العمل تحت قيود زمنية صارمة- يسوّفون لأنهم يخدعون أنفسهم بالظنّ بأنهم سوف يعملون على نحو أفضل تحت ضغط الاقتراب من المواعيد النهائية الثابتة، لقد بيّنت الأبحاث خطأ ذلك الظن، و أظهرت أنهم ينسون المرّات العديدة التي أخفقوا فيها، و يتمسّكون بذكريات المرات النادرة التي نجحوا فيها تحت الإلحاح الزمني الضاغط". و حسب قول علماء الدماغ، مثل ألان سانفي من جامعة أريزونا، الذين تلقي أعمالهم الضوء على الجذور التطوّريّة للتسويف، فإن البشر القدماء كان لديهم أسبابٌ أقوى مما لدينا للتسويف و الإعراض عن المشاغل و المهمّات الروتينية التي لا تتطلّب اهتماماً فورياً. (مثل تأجيل الصيد أو بناء المسكن و جعل الأولوية للهرب من النمر الجائع الذي ظهر فجأة!). يبدو أن الدماغ مقسم إلى جزأين، أحدهما يحرّك الاستجابات الأوتوماتيكية الفورية التي تأخذ الأولوية على كل شيء آخر –مثل استجابة الهرب من النمر- و الآخر يتحكّم بالاستجابات الاختيارية –مثل كتابة التقرير الذي يحين أوانه في نهاية الأسبوع، أو حجز موعد لدى طبيب العيون- و مع أن معظم الناس لا يتعرّضون اليوم لما كان يتعرض إليه أسلافهم من مخاطر فإنهم يثابرون على التسويف وتقديم الاستجابات الفورية الكثيرة على بقية الواجبات. م ن ق و ل | |
|